وقال الله تعالى"فلا تخشوا الناس واخشون" (المائدة_44)
وفى ايه اخرى"فلا تخافوهم وخافونى ان كنتم مؤمنين" (ال عمران_175)
كان عمر رضى الله عنه اذا سمع اية من القران يسقط من الخوف مغشيا عليهواخذ يوما تبنة,وقال يا ليتنى كنت تبنة ولم اك شيئا مذكورا,يا لتينى لم تلدنى امى,ويبكى كثيرا,حتى تجرى دموعه من عينه, فكان فى وجهه خطان اسودان من الدموع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يلج النار من بكى من خشية الله, حتى يعود اللبن فى الضرع"واللبن لا يعود ,كذلك من بكى من خشية الله لا يلج النار ابدا.
يؤتى به يوم القيامة فترجع سيئاته فيؤمر به الى النار,فتتكلم شعره من شعرات عينه,وتقول:يارب رسولك محمد صلى الله عليه وسلم قال :"من بكى من خشية الله حرم الله تلك العين من النار",وانى بكيتمن خشيتك فيغفر الله له,ويخلصه من النار ببركة شعرهواحدة كانت تبكى من خشية الله فى الدنيا,وينادى جبريل عليه السلام:نجا فلان بن فلان بشعرة واحدة.
حيث اذا جاء يوم القيامة جىء بجهنم,فتزفر زفرة واحدة,فتحثوا كل امه عن ركبها من هولها كما قال تعالى"وترى كل امه جاثية" (الجاثية_28) اى على الركب "كل امة تدعى الى
كتابها " (الجاثية_28) فاذا اتوا النار "سمعوا لها تغيظا وزفيرا" (الفرقان_12) تسمع زفرتها من مسيرة خمسمائة عام وكل واحد حتى الانبياء يقول نفسى الا خاتم الانبياء رسولنا الحبيب يقول اامتى امتى وتخرج من الجحيم نار مثل الجبال فتجتهد امة محمد فى دفعها,وتقول:يا نار بحق المصلين وبحق المصدقين وبحق الخاشعين وبحق الصائمين ان ترجعى فلا ترجع وينادى جبريل عليه السلام :ان النار قصدت امة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يأتى بقدح من الماء فيناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله,خذ هذا فرشه عليها, فيرشه عليها,فتطفأ فى الحال.فيقول صلى الله عليه وسلم:ما هذا الماء؟ فيقول جبريل عليه السلام:هذا مء دموع عصاه امتك الذين بكوا من خشية الله تعالى ,فآلآن امرت ان اعطيكه لترشه على النار, فتطفأ النار بأذن الله.
حيث كان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم" اللهم ارزقنى عينين تبكيان من خشيتك قبل ان يكون الدمع".
اعينى هلا تبكيان على ذنبى..تناثر عمرى من يدى ولا ادرى.
وجاء فى الخبر ان النبى صلى الله عليه وسلم قال"ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه من الدموع مثل راس الذبابة من خشية الله تعالى,فيصب حر وجهه فتمسه النار ابدا".
*حكى:-
عن محمد بن المنذررحمه الله تعالى:انه كان اذا بكى يمسح وجهه ولحيته بدموعه ويقول:بلغنى ان النار لا تأكل موضعا مسته الدموع, فينبغى للمؤمن ان يخاف من عذاب الله وينهى نفسه عن الشهوات النفسانية. قال الله تعالى"فأما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هى المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى" (النازعات الآية41:37) فمن اراد ان ينجوا من عذاب الله وينال ثوابه ورحمته فليصبر على شدائد الدنيا وطاعة الله ويجتنب المعاصى.
روى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال :"اذا دخل اهل الجنة الجنة تتلقاهم الملائكة بكل خير ونعمة, فتوضع لهم المنابروتفرش,ويؤتى لهم بألوان الاطعمة والفواكه, ثم تكون مع هذه النعمة حيرة.فيقول الله تعالى ما هذه الحيرة؟ وليست هذه دار حيرة, فيقولون: ان لنا موعدا قد جاء وقته, فيقول الله تعالى للملائكة:ارفعوا الحجب عن الوجوه, فتقول الملائكة: يا ربنا كيف يرونك وقد كانوا عصاه؟ فيقول الله تعالى:ارفعوا الحجب, فانهم كانوا ذاكرين باكين فى الدنيا, طمعا فى لقائى, فترفع الحجب, فينظرون فيخرون سجدا لله عزوجل,فيقول الله تعالى: ارفعوا رؤوسكم , فان هذه ليست بدار العمل بل دار الكرامة فيتجلى لهم بلا كيف, ويقول انبساطا سلام عليكم يا عبادى,فقد رضيت عنكم فهل رضيتم عنى؟ فيقولون: وما لنا ربنا لا نرضى وقد اعطيتنا مالا عينا رأت ولا اذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر وهو فى قوله تعالى"رضى الله عنهم ورضوا عنه" (المائدة_119)
وقوله تعالى" سلام قول من رب رحيم" (يس_85)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.